[ ص: 139 ] المجلس الحادي عشر 
في قصة ذي القرنين 
الحمد لله الذي أسرى لطفه ففك الأسرى ، وأجرى بإنعامه للعاملين أجرا ، وأسبل بكرمه على العاصين سترا ، وقسم بني آدم عبدا وحرا ، ودبر أحوالهم غنى وفقرا كما رتب البسيطة عامرا وقفرا وقوى بعض عباده على السياحة فقطعها شبرا شبرا ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا   . 
أحمده حمدا يكون لي عنده ذخرا ، وأصلي على رسوله مقدم الأنبياء في الدنيا والأخرى ، وعلى  أبي بكر  الذي أنفق المال على الإسلام حتى مال الكف صفرا ، وعلى  عمر  الذي كسرت هيبته كسرى ، وعلى  عثمان  المقتول من غير جرم صبرا ، وعلى  علي  الذي كان الرسول يعزه بالعلم عزا ، وعلى عمه  العباس  أعلاهم في النسب قدرا . 
قوله تعالى : ويسألونك عن ذي القرنين    . 
الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم هم اليهود ، وفي اسم ذي القرنين  أربعة أقوال : أحدها : عبد الله ، قاله  علي  رضي الله عنه ، والثاني : الإسكندر ، قاله وهب ،  والثالث : عباس ،  قاله  محمد بن علي بن الحسين ،  والرابع الصعب بن جابر ،  ذكره  ابن أبي خيثمة .  
				
						
						
