الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          صفحة جزء
          قوله تعالى : بغير نفس أي بغير قتل نفس ، والنكر : المنكر .

          قال ألم أقل لك إن قيل : لم ذكر لفظة لك ها هنا ولم يذكرها في الأولى ؟ فالجواب من وجهين : أحدهما أنه ذكرها للتوكيد وتركها لوضوح المعنى ، والعرب تقول : قد قلت لك اتق الله . وقد قلت لك يا فلان اتق الله . يا هذا أطعني وانطلق ، والثاني : أن المواجهة بكاف الخطاب نوع حط من قدر التعظيم ، فلما كانت الأولى منه نسيانا فخم خطابه بترك كاف الخطاب ولما كانت الثانية عمدا جازاه بالمواجهة بكاف الخطاب .

          قوله تعالى : فلا تصاحبني وقرأ أبو المتوكل : فلا تصاحبني بتشديد النون ، [ ص: 199 ] وقرأ ابن عبلة : (تصحبني) بفتح التاء من غير ألف ، وقرأ ابن مسعود كذلك ؛ إلا أنه شدد النون . وقرأ النخعي والجحدري (تصحبني) بضم التاء وكسر الحاء وسكون الصاد والباء . قال الزجاج : وفيها وجهان : أحدهما لا تتابعني في شيء ألتمسه منك ، يقال أصبحت المهر إذا انقاد . والثاني : لا تصحبني علما من علمك قد بلغت من لدني قرأ نافع : من لدني بضم الدال مع تخفيف النون .

          فلما انطلقا إلى القرية وفيها ثلاثة أقوال : أحدها : أنها أنطاكية . قاله ابن عباس ، والثاني : الأبلة . قاله ابن سيرين . والثالث : باجروان . قاله مقاتل . استطعما أهلها ، أي سألوهما الضيافة فأبوا أن يضيفوهما وكانوا بخلاء فوجدا فيها جدارا أي حائطا يريد أن ينقض وقرأ أبي بن كعب « ينقاض » بألف ممدودة وضاد معجمة . وقال ابن مسعود مثله بالصاد غير معجمة . قال الزجاج : ينقض : يسقط بسرعة ، وينقاص غير معجمة : ينشق طولا ، يقال انقاصت سنه إذا انشقت . ونسبة الإرادة إلى الحائط تجوز . وأنشد :


          ضحكوا والدهر عنهم ساكت ثم أبكاهم دما حين نطق

          وفي قوله فأقامه قولان : أحدهما : أنه دفعه بيده فقام . والثاني : هدمه ثم قعد يبنيه . والقولان عن ابن عباس .

          فلما أنكر عليه قال هذا فراق بيني وبينك أي إنكارك هو المفارق بيننا .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية