الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          صفحة جزء
          سجع :

          ذنوبك ظاهرة لا تحتاج إلى تفتيش ، حية لسانك في الملاهي من الحيات المناهيش ، كيف تلحق الصالحين وهل يطير طائر بلا ريش ، تغتاب الرفقاء وتعيب [ ص: 269 ] الأصدقاء مع من تعيش ، لا عملك لنا خالص ولا تقاك لهواك قانص ، لقد رضيت المعايب والنقائص أما ظل الحياة ظل قالص ، كم قبض الموت كف قانص ، كم أشخص الردى من طرف شاخص ، كأنك بك وقد جاءك المغافص ولقيت كل الأذى من أدنى القوارص ، ورأيت هولا ترعد منه الفرائص ، وصاحوا ثم قالوا : خلوه فهو عائص ، وبكى لمصرعك العدو والولي المخاص .


          سألت بني الأيام عن ذاهل الصبا كأنك قلت الآن ما فعل الطسم     مضى الشخص ثم الذكر فانقرضا معا
          وما مات كل الموت من عاش منه اسم     ألا ذللوا هذي النفوس فإنها
          ركائب شر ليس يضبطها الحزم

          يا من عليه منازل الموت تدور ، وهو مستأنس بالمنازل والدور ، لا بد أن تخرج من القصور على التواني والقصور ، لا بد من الرحيل إلى بلاد القبور على الغفلات وعلى الفتور ، أهلكك والله الغرور بفنون الخداع والغرور ، يا مظلم القلب وما للقلب نور ، الباطن خراب والظاهر معمور ، لو ذكرت القبر المحفور كانت عين العين تفور ، ولو تفكرت في الكتاب المسطور دفنت الاستغفار بين السطور ، ولو تصورت النفخ في الصور والسماء تتغير وتمور ، والنجوم تنكدر وتغور ، والصراط ممدود ولا بد من عبور ، وأنت متحير في الأمور تبكي على خلاف المأمور ، ستحاسب على الأيام والشهور ، وترى ما فعلته من فجور في النهار والديجور ، ستحزن بعد السرور على تلك الشرور إذا وفيت الأجور ، وبان المواصل من المهجور ، ونجا المخلصون دون أهل الزور ، تصلي ولكن بلا حضور ، وتصوم والصوم بالغيبة مغمور ، لو أردت الولدان والحور لسألتهم وقت السحور ، كم نتلطف بك يا نفور ، كم ننعم عليك يا كفور ، كم بارزت بالقبيح والكريم غفور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .

          وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية