الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          صفحة جزء
          السجع على قوله تعالى :

          فذكر بالقرآن من يخاف وعيد لقد وعظ القرآن المجيد ، يبدي التذكار عليكم ويعيد ، غير أن الفهم منكم بعيد ، ومع هذا فقد سبق العذاب التهديد ، فذكر بالقرآن من يخاف وعيد .

          إن في القرآن ما يلين الجلاميد ، لو فهمه الصخر كأن الصخر يميد ، كم أخبرك بإهلاك الملوك الصيد ، وأعلمك أن الموت بالباب والوصيد فذكر بالقرآن من يخاف وعيد .

          إن مواعظ القرآن تذيب الحديد ، وللفهوم كل لحظة زجر جديد ، وللقلوب النيرة كل يوم به عيد ، غير أن الغافل يتلوه ولا يستفيد فذكر بالقرآن من يخاف وعيد .

          أما الموت للخائق مبيد ، أما تراه قد مزقهم في البيد ، أما داسهم بالهلاك دوس الحصيد ، لا بالبسيط ينتهون ولا بالتشديد ، أين من كان لا ينظر بين يديه ، أين من أبصر العبر ولم ينتفع بعينيه ، أين من بارز بالذنوب المطلع عليه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد .

          أين من كان يتحرك في أغراضه ويميد ، ويغرس الجنان لها طلع نضيد ، ويعجبه نغمات الورق على الورق بتغريد ، كان قريبا منا فهو اليوم بعيد فذكر بالقرآن من يخاف وعيد .

          أحضروا قلوبكم فإلى كم تقليد ، يا معشر الشيوخ في عقل الوليد ، أما فيكم من يذكر أنه في قبره وحيد ، أما فيكم من يتصور تمزيقه والتبديد ، غدا يباع أثاث البيت فمن يزيد ، [ ص: 90 ] غدا يتصرف الوارث كما يريد ، غدا يستوي في بطون اللحود الفقير والسعيد ، يا قوم ستقومون للمبدئ المعيد ، يا قوم ستحاسبون على القريب والبعيد ، يا قوم المقصود كله وبيت القصيد فمنهم شقي وسعيد .

          ألهمنا الله وإياكم ما ألهم الصالحين ، وأيقظنا من رقاد الغافلين ، إنه أكرم منعم وأعز معين .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية