الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          صفحة جزء
          الكلام على قوله تعالى :

          ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه


          روى مسلم في صحيحه من حديث سعد بن أبي وقاص قال : نزلت هذه الآية في وفي ابن مسعود وصهيب وعمار والمقداد وبلال ، قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا لا نرضى أن نكون أتباعا لهؤلاء ، فاطردهم عنك . فدخل من ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله ، فنزلت هذه الآية .

          أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا أحمد بن أحمد الحداد ، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، حدثنا أبو بكر الطلحي ، حدثنا عبيد بن غنام ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا أحمد بن المفضل ، حدثنا أسباط بن نصر ، عن السدي ، حدثنا سعيد الأزدي ، عن [ ص: 390 ] أبي الكنود ، عن خباب بن الأرت قال : جاء الأقرع بن حابس التميمي هو وعيينة بن حصن الفزاري فوجدا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا مع عمار وصهيب وبلال وخباب في أناس من ضعفاء المؤمنين ، فلما رأوهم حقروهم فخلوا به فقالوا : إن وفود العرب تأتيك ، فنستحي أن ترانا العرب قعودا مع هذه الأعبد ، فإذا جئناك فأقمهم عنا . قال : نعم . قالوا : فاكتب لنا عليك كتابا . فدعا بالصحيفة ودعا عليا ليكتب ونحن قعود في ناحية ، إذ نزل جبريل عليه السلام فقال : ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه إلى قوله تعالى : وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا الآية . فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصحيفة ودعانا فأتيناه وهو يقول : سلام عليكم فدنونا منه حتى وضعنا ركبنا على ركبته . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس معنا فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا ، فأنزل الله عز وجل : واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم قال : فكنا بعد ذلك نقعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا بلغنا الساعة التي كان يقوم فيها قمنا وتركناه وإلا صبر إذا حتى نقوم .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية