الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          صفحة جزء
          [ ص: 69 ] المجلس الخامس

          في قصة عاد

          الحمد لله المنزه عن الأشباه والأسماء والأوصاف ، المقدس عن الجوارح والآلات والأطراف ، خضعت لعزته الأكوان وأقرت عن اعتراف ، وانقادت له القلوب وهي في انقيادها تخاف ، أنزل القطر فمنه الدر تحويه الأصداف ، ومنه قوت البذور يربي الضعاف .

          كشف للمتقين اليقين فشهدوا ، وأقامهم في الليل فسهروا وشهدوا ، وأراهم عيب الدنيا فرفضوا وزهدوا ، وقالوا : نحن أضياف .

          وقضى على المخالفين بالبعاد فأفاتهم التوفيق والإسعاد ، فكلهم هام في الضلال وما عاد واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف .

          أحمده على ستر الخطايا والاقتراف ، وأصلي على رسوله محمد الذي أنزل عليه قاف ، وعلى صاحبه أبي بكر الذي أمن ببيعته الخلاف ، وعلى عمر صاحب العدل والإنصاف ، وعلى عثمان الصابر على الشهادة صبر النظاف ، وعلى علي بن أبي طالب محبوب أهل السنة الظراف ، وعلى عمه العباس مقدم أهل البيت والأشراف .

          قال الله : واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف الأخ في القرآن على أربعة أوجه :

          أحدها : الأخ من الأب والأم أو من أحدهما ، ومنه : فطوعت له نفسه قتل أخيه

          والثاني : الأخ من القبيلة ومنه . واذكر أخا عاد .

          والثالث : الإخاء في المتابعة ، ومنه : كانوا إخوان الشياطين .

          والرابع : الصاحب ومنه قوله تعالى : إن هذا أخي .

          والإنذار : الإعلام مع التخويف ، والأحقاف : الرمال العظام ، واحدها حقف .

          وفي مكان هذه الأحقاف ثلاثة أقوال :

          أحدها : بالشام قاله ابن عباس .

          [ ص: 70 ] والثاني : بين عمان ومهيرة ، قاله عطية .

          والثالث : أرض يقال لها الشحر نحو البحر ، قاله قتادة :

          وقال ابن إسحاق : كانت منازلهم فيما بين عمان إلى حضرموت باليمن كله ، وكانوا قد فسدوا في الأرض وقهروا أهلها بفضل قوتهم ، وكانوا أصحاب أوثان فاتبعه ناس يسير ، وكتموا إيمانهم ، قال مقاتل : كان طول كل رجل منهم اثني عشر ذراعا ، وقال مجاهد : وكان الرجل منهم لا يحتلم حتى يبلغ مائتي سنة ! .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية