الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          صفحة جزء
          [ ص: 81 ] المجلس السادس

          في قصة ثمود

          الحمد لله الذي مهد لطالبيه سبيلا واضحا ، وكم ابتعث نبيا مرشدا ناصحا ، فأرسل آدم غاديا على بنيه بالتعليم ورائحا فخلفه شيث ثم إدريس ، وجاء نوح نائحا ، وأمر هودا بهداية عاد فلم يزل مكادحا وإلى ثمود أخاهم صالحا .

          أحمده ما بدا برق لائحا ، وأصلي على رسوله محمد ما دام الفلك سابحا ، وعلى صاحبه أبي بكر الصديق ، وقل في الصديق مادحا ، وعلى عمر الفاروق الذي لم يزل بنور الحق لامحا ، وعلى عثمان وأعجب بمثل دمه طائحا ، وعلى علي وأعلن بفضائله صائحا ، وعلى عمه العباس وما زال عرف طيبه نافحا .

          قال الله تعالى : وإلى ثمود أخاهم صالحا .

          ثمود : هو ابن عابر بن إرم بن سام بن نوح ، أرسل إلى أولاده وهو : صالح بن عبيد بن أنيف بن ماشح بن عبيد بن جادر بن ثمود .

          والثمد : الماء القليل الذي لا مادة له ، وإنما قال " أخاهم " لأنه من قبيلتهم .

          قال يا قوم اعبدوا الله أي " وحدوه " فلم يزدهم دعاؤه إلا طغيانا ، فقالوا : ائتنا بآية فاقترحوا عليه ناقة ، فأخرجهم إلى صخرة ملساء فتمخضت تمخض الحامل ، ثم انفلقت عن ناقة على الصفة التي طلبوها ، ثم انفصل عنها فصيل فقال ذروها تأكل في أرض الله أي ليس عليكم مؤنتها ولا علفها ، وتأكل مجزومة على جواب الشرط المقدر ، والمعنى إن تذروها تأكل .

          ولا تمسوها بسوء والسوء في القرآن على عشرة أوجه :

          أحدها : الشدة يسومونكم سوء العذاب ، والثاني : الزنا : ما علمنا عليه من سوء ، والثالث : البرص تخرج بيضاء من غير سوء ، والرابع : العذاب لا يمسهم السوء ، والخامس : الشرك ما كنا نعمل من سوء ، والسادس : السب [ ص: 82 ] وألسنتهم بالسوء ، والسابع : الضر ويكشف السوء ، والثامن : الذنب يعملون السوء بجهالة ، والتاسع : القتل والهزيمة لم يمسسهم سوء ، والعاشر : العقر ولا تمسوها بسوء .

          فكانت تشرب ماء الوادي كله في يوم وتسقيهم الدر مكانه .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية