الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          صفحة جزء
          ويستحب صيام التاسع والعاشر ، أما التاسع فمذهب ابن عباس أنه هو عاشوراء قال الأزهري : كأنه تأول فيه عشر الورد والعرب تقول : وردت الإبل عشرا إذا وردت يوم التاسع .

          وأما يوم عاشوراء ففي الصحيحين من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فرأى اليهود يصومونه ويقولون : هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه ، فصامه موسى شكرا فنحن نصومه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فنحن أحق وأولى بموسى منكم " فصامه وأمر بصيامه . وفيهما من حديث سلمة بن الأكوع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلا من أسلم أن أذن في الناس : من كان أكل فليصم : يعني بقية يومه . ومن لم يكن أكل فليصم فإن اليوم يوم عاشوراء .

          [ ص: 413 ] أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزار ، أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن كيسان ، أنبأنا يوسف بن يعقوب ، حدثنا إبراهيم بن بشار ، حدثنا سفيان بن عيينة ، حدثنا عبيد الله بن أبي يزيد ، قال سمعت ابن عباس سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال : " ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صام يوما يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم : يعني يوم عاشوراء . وهذا الشهر ، يعني شهر رمضان " .

          قال يوسف : وحدثنا عبد الواحد بن غياث ، حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة ، عن غيلان بن جرير ، عن عبد الله بن معبد الزماني ، عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " صوم عاشوراء يكفر العام الذي قبله " . انفرد بإخراجه مسلم .

          وقد روي في فضائل عاشوراء أحاديث موضوعة فلا فائدة في ذكرها ، مثل : من اغتسل ومن اكتحل ومن صافح . وكله ليس بشيء .

          وقال معاوية بن قرة : صام نوح ومن معه في السفينة قال ابن شاهين : وممن بلغنا أنه كان يصوم يوم عاشوراء علي بن أبي طالب وأبو موسى الأشعري وعلي بن الحصين وسعيد بن جبير وطاوس . وفي الجملة هو يوم عظيم فينبغي أن يفعل فيه ما يمكن من الخير .

          فهو وأمثاله مواسم الخيرات فاغتنموها واحذروا الغفلات .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية