الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          صفحة جزء
          ثم إن الله تعالى اتخذه خليلا ، وفي سبب ذلك ثلاثة أقوال .

          أحدها : إطعامه الطعام ، وكان لا يأكل إلا مع ضيف ، روى عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يا جبريل لم اتخذ الله إبراهيم خليلا ؟ قال : لإطعامه الطعام .

          والثاني : أن الناس أصابتهم سنة فأقبلوا إلى باب إبراهيم يطلبون الطعام ، وكانت له ميرة من صديق له بمصر في كل سنة ، فبعث غلمانه بالإبل إلى صديقه فلم يعطه شيئا ، فقالوا : لو احتملنا من هذه البطحاء ليرى الناس أنا قد جئنا بميرة ، فملؤوا الغرائر رملا ، ثم أتوا إلى إبراهيم فأعلموه ، فاهتم لأجل الخلق .

          فنام ، وجاءت سارة وهي لا تعلم ما كان ، ففتحت الغرائر فإذا دقيق حوارى فأمرت الخبازين فخبزوا وأطعموا الناس ، فاستيقظ إبراهيم فقال : من أين هذا الطعام ؟ فقالت : من عند خليلك المصري . فقال : لا ، بل من عند خليلي الله ، فحينئذ اتخذه الله خليلا .

          رواه أبو صالح عن ابن عباس .

          والثالث : اتخذه الله خليلا لكسره الأصنام وجداله قومه . قاله مقاتل .

          [ ص: 95 ] أخبرنا محمد بن أبي طاهر البزار ، أنبأنا أبو محمد الحريري ، أنبأنا أبو عمر بن حيوة ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدثنا الحارث بن أبي أسامة ، حدثنا محمد بن سعد ، حدثنا هشام بن محمد ، عن أبيه ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما اتخذ الله إبراهيم خليلا ونبأه وله يومئذ ثلاثمائة عبد أعتقهم لله وأسلموا ، فكانوا يقاتلون معه بالعصي .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية