الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          صفحة جزء
          قوله تعالى : وترى المجرمين يعني الكفار يومئذ مقرنين فيه ثلاثة أقوال : أحدها : يقرنون مع الشياطين ، قاله ابن عباس .

          والثاني : تقرن أيديهم وأرجلهم إلى رقابهم ، قاله ابن زيد .

          والثالث : يقرن بعضهم إلى بعض ، قاله ابن قتيبة .

          والأصفاد : الأغلال .

          قوله تعالى : سرابيلهم من قطران وهي القمص ، واحدها سربال ، والقطران : معروف ، وهو شيء يتحلب من شجر تهنأ به الإبل .

          قال الزجاج : إنما جعل القطران لأنه يبالغ في اشتعال النار في الجلود ، فحذرهم ما يعرفون .

          وقرأ ابن عباس والحسن من قطر بكسر القاف وسكون الطاء والتنوين " وآن " بقطع الهمزة وفتحها ومدها ، والقطر : الصفر والنحاس ، وآن قد انتهى حره .

          وتغشى وجوههم النار أي تعلوها .

          ليجزي الله اللام متعلقة بقوله تعالى : وبرزوا .

          وفي سرعة حسابه قولان :

          أحدهما : عجلة حضوره ومجيئه .

          والثاني : سرعة فراغه ، قال ابن عباس : يفرغ الله عز وجل من حساب الخلق في قدر نصف يوم من أيام الدنيا .

          [ ص: 80 ] أين من لعب ولها ، وأين من غفل وسها ، دهاه أفظع ما دهى ، وحط ركنه فوهى ، ذهبت لذة ذنوبه وحبس بها ، نظر في عاجله ونسي المنتهى .


          نادى القصور التي أقوت معالمها أين الجسوم التي طابت مطاعمها     أين الملوك وأبناء الملوك ومن
          ألهاه ناضر دنياه وناعمها     أين الأسود التي كانت تحاذرها
          أسد العرين ومن خوف تسالمها     أين الجيوش التي كانت لو اعترضت
          لها العقاب لخانتها قوادمها     أين الحجاب ومن كان الحجاب له
          وأين رتبته الكبرى وخادمها     أين اللذين لهوا عما له خلقوا
          كما لهت في مراعيها سوائمها     أين البيوت التي من عسجد نسجت
          هل الدنانير أغنت أم دراهمها     أين الأسرة تعلوها ضراغمها
          هل الأسرة أغنت أم ضراغمها     هذي المعاقل كانت قبل عاصمة
          ولا يرى عصم المغرور عاصمها     أين العيون التي نامت فما انتبهت
          واها لها نومة ما هب نائمها



          التالي السابق


          الخدمات العلمية