الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          صفحة جزء
          السجع على قوله تعالى :

          إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار

          المعنى : تشخص أبصار الخلائق لظهور الأهوال فلا تغمض .

          الويل لأهل الظلم من ثقل الأوزار ، ذكرهم بالقبائح قد ملأ الأقطار ، يكفيهم أنهم قد وسموا بالأشرار ، ذهبت لذاتهم بما ظلموا وبقي العار ، وداروا إلى دار العقاب وملك الغير الدار ، وخلوا بالعذاب في بطون تلك الأحجار ، فلا مغيث ولا أنيس ولا رفيق ولا جار ، ولا راحة لهم ولا سكون ولا مزار ، سالت دموع أسفهم على مسلفهم كالأنهار ، شيدوا بنيان الأمل فإذا به قد انهار ، أما علموا أن الله جار المظلوم ممن جار ، فإذا قاموا في [ ص: 76 ] القيامة زاد البلاء على المقدار سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار لا يغرنك صفاء عيشهم كل الأخير أكدار إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية