الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          صفحة جزء
          [ ص: 407 ط§ظ„ط·ظ‘ظژط¨ظژظ‚ظژط©ظڈ ط§ظ„ط«ظ‘ظژط§ظ†ظگظٹط© : ظپظگظٹظ‡ظژط§ ط£ظژط­ظژط¯ظڈ ط¹ظژط´ظژط±ظژ ظ…ظژط¬ظ’ظ„ظگط³ظ‹ط§ ] [ ص: 408 ط¨ظگط³ظ’ظ…ظگ ط§ظ„ظ„ظ‘ظژظ‡ظگ ط§ظ„ط±ظ‘ظژط­ظ’ظ…ظژظ†ظگ ط§ظ„ط±ظ‘ظژط­ظگظٹظ…ظگ ] [ ص: 409 ] [ ص: 410 ] [ ص: 411 ] المجلس الأول

          في ذكر عاشوراء والمحرم

          الحمد لله الذي طهر بتأديبه من أهل تقريبه نفوسا ، وسقى أرباب مصافاته من شراب مناجاته كؤوسا ، ودفع كيد الشيطان عن قلوب أهل الإيمان فأصبح عنها محبوسا ، وصرف عن أهل وداده بلطفه وإسعاده أذى وبوسا ، وأذل بقهره من شاء من خلقه أعناقا ورؤوسا ، وأعاد ذكر الأصنام بعز التوحيد والإسلام مطموسا ، وجعل عدد السنين بجريان الشمس والقمر للحاسبين محروسا ، وكرم عشر المحرم وكلم في عاشوراء منه نبيه موسى .

          أحمده على نعم لا تحصى عددا وما أقضي بالحمد حقا ، وأشكره ولم يزل للشكر مستحقا ، وأشهد أنه المالك للرقاب كلها رقا ، كون الأشياء وأحكمها خلقا ، وفتق السماء والأرض وكانتا رتقا ، وقسم العباد فأسعد وأشقى هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا .

          وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أشرف الخلائق خلقا وخلقا ، صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبه أبي بكر الصديق الذي حاز كل الفضائل سبقا ويكفيه : وسيجنبها الأتقى وعلى عمر العادل فما يحابي خلقا ، وعلى عثمان الذي استسلم للشهادة فما يتوقى ، وعلى علي بائع ما يفنى ومشتري ما يبقى ، وعلى عمه العباس صنو أبيه حقا .

          اعلموا رحمكم الله إخواني أن شهر المحرم شهر شريف القدر ، وإنما سمي المحرم لأن القتال كان يحرم فيه . وقد روي عن جماعة من المفسرين في قوله تعالى : والفجر وليال عشر أنها العشر الأوائل من المحرم وقال قتادة : أراد بالفجر الفجر أول يوم من المحرم .

          أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزار ، حدثنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ، أنبأنا علي بن أحمد بن محمد بن كيسان ، أنبأنا يوسف بن يعقوب القاضي ، حدثنا محمد بن أبي بكر ، حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير ، عن محمد بن [ ص: 412 ] المنتشر عن حميد بن عبد الرحمن الحميري ، عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أفضل الصوم بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم " .

          أخبرنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبيد الله بن أحمد ، حدثني خيثمة ، حدثني أبو معاوية ، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، عن علي قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله أخبرني بشهر أصومه بعد رمضان فقال : " إن كنت صائما شهرا بعد رمضان فصم المحرم فإنه شهر الله ، وفيه يوم تاب فيه على قوم ويتاب فيه على آخرين " . وقد روى ابن شاهين من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من صام يوما من المحرم فله ثلاثون يوما " .

          ومن حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من صام ثلاثة أيام من شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب الله له عبادة تسع مائة سنة " .

          ورويت أحاديث من هذا الجنس لا تثبت فلهذا تركناها .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية