الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الأخبار التي جاءت عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم في هذا الباب .

                                                                                                                                                                              7150 - حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا عبد الله، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله ( ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء ) قال: يقول: إني أريد أن أتزوج .

                                                                                                                                                                              7151 - حدثنا موسى قال: حدثنا أبو بكر قال: حدثنا معاوية بن هشام، عن عمار بن رزيق، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله: ( ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء ) قال: يقول: إني فيك لراغب، ولوددت أني تزوجتك، حتى يعلمها أنه يريد تزويجها في غير أن يوجب عقدة أو يعاهدها على شيء .

                                                                                                                                                                              7152 - حدثنا إسحاق عن عبد الرزاق ، (عن ابن مجاهد) ، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله ( إلا أن تقولوا قولا معروفا ) قال: يقول: إنك لجميلة، وإنك [لإلى] خير والنساء من حاجتي . [ ص: 238 ]

                                                                                                                                                                              وروي عن مجاهد أنه قال: يقول: إنك لجميلة، وإنك لحسنة، إنك لنافقة، إنك إلى خير، وقال سفيان الثوري في قوله: ( إلا أن تقولوا قولا معروفا ) قال: يقول: إني فيك لراغب، وإني لأرجو إن شاء الله أن نجتمع، وفي قوله: ( لا تواعدوهن سرا إلا ) تقاطعها على كذا وكذا على ألا تزوجي غيري ( إلا أن تقولوا قولا معروفا ) . وممن قال في قوله ( ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء ) [ ص: 239 ] : إني فيك لراغب، وما أشبه ذلك: الأوزاعي ومالك والشافعي رحمه الله وغيرهم، وألفاظهم ومعانيهم في ذلك قريبة بعضها من بعض .

                                                                                                                                                                              واختلفوا في الرجل يخطب المرأة في العدة جاهلة بذلك، ويسمي الصداق ويواعدها، فكان مالك يقول: فراقها أحب إلي، دخل بها أو لم يدخل بها، وتكون تطليقة واحدة، ثم يدعها حتى [تحل] ويخطبها مع الخطاب، وكان الشافعي رحمه الله يقول: حتى تنقضي العدة والنكاح ثابت، والتصريح لها مكروه، ولا يفسد النكاح بالسبب غير المباح من التصريح، لأن النكاح حادث بعد الخطبة ليس بالخطبة . [ ص: 240 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية