الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر نكاح نساء المجوس

                                                                                                                                                                              اختلف أهل العلم في نكاح نساء المجوس، فنهى عن نكاحهن أكثر أهل العلم، وممن قال: لا يتزوج المسلم المجوسية: الحسن البصري ، والزهري ، والأوزاعي ، ومالك ، وأهل المدينة ، وسفيان الثوري ، والنعمان ، ومن تبعهما .

                                                                                                                                                                              وكذلك قال الشافعي ، وإسحاق ، وقد روي أن حذيفة كانت امرأته مجوسية، فقال له عمر: طلقها، قال: فقال حذيفة : أوليسوا أهل كتاب قال: أعزم عليك إلا طلقتها. وكان أحمد بن حنبل يقول في المجوسية: لا يعجبني إلا من أهل الكتاب .

                                                                                                                                                                              7341 - حدثنا موسى قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا خالد قال: حدثنا الأشعث ، عن الحسن، أن حذيفة تزوج امرأة مجوسية فقال له عمر: طلقها. فقال حذيفة : أوليسوا بأهل كتاب؟ قال: فإني أعزم عليك إلا طلقتها . [ ص: 477 ]

                                                                                                                                                                              7342 - كتب إلي محمد بن نصر قال: حدثنا حميد بن زنجويه قال حدثنا مالك بن إسماعيل، عن يعقوب بن عبد الله القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن ابن أبزى، عن علي قال: المجوس كانوا أهل كتاب، فأجروا فيهم ما تجرون في أهل الكتاب .

                                                                                                                                                                              7343 - وقال: حدثني حسين بن الأسود قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال: المجوس من أهل الكتاب. قال سعيد: يعني أن أصلهم من أهل الكتاب .

                                                                                                                                                                              واختلفوا في المسلم يجبر زوجته الذمية على الاغتسال من الجنابة .

                                                                                                                                                                              فكان مالك يقول: لا يكرهها على الاغتسال من الجنابة. وحكي عن الثوري أنه قال: يجبرها على الغسل من المحيض، ولا يجبرها على الغسل من الجنابة .

                                                                                                                                                                              واختلف قول الشافعي رحمه الله في هذه المسألة، فقال إذ هو بالعراق: له أن يحملها على الغسل من الجنابة، وكذلك قال بمصر في كتاب الجمع بين الأختين، وقال في كتاب سير الواقدي: لا يبين لي في أن تضرب عليه [ ص: 478 ] لو امتنعت، لأنه غسل تنظيف، ولم يختلف قوله أنها تجبر على الغسل من الحيضة .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : ليس له أن يجبرها على الغسل من الجنابة، لأن للجنب أن يطأ، وإذا كان [ ...... ] لي أن أطأ وأنا جنب، فإن لي بذلك أن أطأها وهي جنب، وقد طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسائه في غسل واحد . [ ص: 479 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية