الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر اختلاف الرجل وزوجته في [وصوله إليها] بعد النكاح

                                                                                                                                                                              اختلف أهل العلم في الرجل العنين وامرأته يختلفان في الوطء .

                                                                                                                                                                              فقال كثير منهم: إن كانت بكرا أرتها النساء، وإن كانت ثيبا فالقول قول الرجل مع يمينه .

                                                                                                                                                                              هكذا قال سفيان الثوري ، والشافعي رحمه الله، وأحمد، وإسحاق ، وأبو ثور ، وأصحاب الرأي، وكذلك نقول. وهذا في معنى اختلاف المولى وزوجته في الوطء، والجواب فيهما واحد . [ ص: 448 ]

                                                                                                                                                                              وفي هذه المسألة سوى هذا القول أقاويل: أحدها: شيء يروى عن معاوية بن أبي سفيان : أنه أمر سمرة أن ينظر امرأة لها حظ من جمال، يذكر عنها صلاح في دينها، فيزوجها إياه وينوب عنه من بيت المال، ثم يدخلها عليه ثم يسألها عنه، ففعل. فقالت: ما عنده شيء. فقال سمرة: أما ينتشر، أما يدنو؟ قالت: بلى، ولكنه إذا دنا جاء شره. فقال سمرة: خل سبيلها يا مخضخض أما تدنو؟

                                                                                                                                                                              7325 - حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا يزيد، عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: أتت امرأة سمرة فذكرت وعرضت أن زوجها لا يصل إليها، فدعا زوجها فأنكر ذلك، وزعم أنه يصل إليها فكتب سمرة في ذلك إلى معاوية، فكتب معاوية: انظر امرأة لها حظ من جمال ..... وذكر الحديث .

                                                                                                                                                                              وقال عطاء : يعرف ذلك بنطفته يريها لهم .

                                                                                                                                                                              وقال الأوزاعي : تدخل مع زوجها فيجامعها، وتقعد امرأتان فيكون بينهما وبين الرجل وبين امرأته ثوب، فإذا فرغ دخلت المرأتان [ ص: 449 ] فنظرتا في فرج المرأة، فإن كان فيه المني [فهو] صادق، وإلا فهو كاذب ، وحكى أبو عبيد عن مالك أنه قال مثل ذلك غير أنه قال: امرأة واحدة. وحكى ابن القاسم عن مالك أنه قال: (نزلت) ببلادنا فلم أجب فيها. قال ابن القاسم : إلا أني رأيت وجه قوله: أن يدين الرجل ذلك ويحلف، وكذلك قال ابن القاسم ، وقال أحمد بن حنبل : إن كانت بكرا نظر إليها النساء، وحكى في الثيب ما ذكر عن سمرة وعطاء .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية