الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر قولهم مهر مثلها

                                                                                                                                                                              كان الشافعي رحمه الله يقول: ومتى قلت: لها مهر نسائها، فإنما أعني أخواتها (أو) عماتها وبنات أعمامها نساء عصبتها، وليس أمها من نسائها، وأعني مهر نساء بلدها، لأن مهور البلدان تختلف، وأعني مهر من هو في مثل شبابها وعقلها وأدبها، لأن المهور تختلف بالشباب [ ص: 338 ] والهيئة و (الفضل) ، وأعني [مهر] من هو في مثل [يسرها] ؛ لأن المهور تختلف باليسار، وأعني [مهر] من هو في مثل جمالها، لأن المهور تختلف بالجمال، وأعني مهر من هو في صراحتها، لأن المهور تختلف بالصراحة والهجنة وبكرا كانت أو ثيبا، لأن المهور تختلف في الأبكار والثيبات .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : وهذا من أحسن ما سمعت في مهر المثل. والله أعلم .

                                                                                                                                                                              وكان مالك يقول: صداق مثلها في موضعها وجمالها ومالها وشبابها ورغبة الناس فيها، وينظر في ذلك إلى حال الرجل الذي زوج عليها إن كان إنما أريد الصلة له والمقاربة خفف عنه من الصداق، وإن كان لغير ذلك كان لها صداق مثلها، إلا أن يرضوا منه بدون ذلك .

                                                                                                                                                                              وحكي عن النعمان أنه قال: نساؤها أخواتها وبنات عمها .

                                                                                                                                                                              وعن ابن أبي ليلى أنه قال: أمها وخالتها .

                                                                                                                                                                              وقال أبو [ثور ] كنحو من قول الشافعي [و] لم يذكر بكرا ولا ثيبا ولا صريحا .

                                                                                                                                                                              وقال أصحاب الرأي: نساؤها أخواتها لأبيها وأمها، وعماتها، [ ص: 339 ] وبنات عمها، وليس أمها ولا خالتها من نسائها، إلا أن تكون من عشيرتها وبنات عمها .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية