الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الخيار في النكاح

                                                                                                                                                                              اختلف أهل العلم في الرجل ينكح المرأة على أنهما أو أحدهما بالخيار ثلاثا أو إلى مدة معلومة .

                                                                                                                                                                              فقالت طائفة: النكاح باطل. كذلك قال الشافعي رحمه الله وابن [ ص: 415 ] القاسم صاحب مالك .

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة: النكاح جائز والخيار باطل. هذا قول أبي ثور ، وزعم أنه لا يعلم بين مفتيين فيه اختلافا، وحكى ذلك عن الكوفي .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : أما حكايته عن الكوفي فكما ذكر، وأما حكايته عن الشافعي رحمه الله فلعل ذلك قول كان يقوله إذ هو بالعراق، ثم رجع عن ذلك بمصر. وكان سفيان الثوري يقول في الرجل يقول: قد زوجتك ابنتي إن رضيت أمها وهي صغيرة قال: لا أرى شيئا وقع بعد حتى ترضى أمها. قال أحمد بن حنبل : جيد. وقال الثوري: وإذا قال: زوجتك إلا أن يكره فلان أو أمها: لا أرى الكراهية مثل الرضا. قال أحمد: أرجو أن يكون في هذا وقع التزويج. قال إسحاق : كلاهما واحد ينظر إلى الكراهية والرضا فإنهما شرطان .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية