الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              باب ذكر خبر دال على معنى قوله: ( من بعد وصية يوصي بها أو دين ) .

                                                                                                                                                                              7024 - حدثنا محمد بن مهل قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن الزهري ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله! إن لي مالا كثيرا، وليس لي إلا ابنة، أفأوصي بثلثي مالي؟ قال: "لا ". قال: فبنصف مالي؟ قال: "لا ". قال: فبثلث مالي؟ قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الثلث والثلث كثير، إنك يا سعد أن تدع ورثتك أغنياء بخير خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس، إنك يا سعد لم تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى اللقمة ترفعها إلى فم امرأتك". قال: قلت: يا رسول الله أخلف بعد أصحابي؟ قال: "إنك لن تخلف فتعمل عملا صالحا إلا ازددت به درجة ورفعة، ولعل الله يخلفك حتى ينتفع بك أقوام، ويضر بك آخرين، اللهم أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله أن مات بمكة" . [ ص: 33 ]

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: ذكر الله الوصية في كتابه ذكرا مجملا، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم المبين عن الله معنى ما أراد، فعرف صلى الله عليه وسلم أن الوصايا مقصور بها على ثلث مال الميت. وأجمع أهل العلم على القول بهذا الحديث، ويدل الحديث على استحباب أن ينقص الموصي شيئا من الثلث، لاستكثار النبي صلى الله عليه وسلم الثلث، ودل الحديث على استحباب أن يدع المرء ورثته أغنياء بخير، وأن ذلك خير من أن يدعهم عالة .

                                                                                                                                                                              وقوله: ليس لي إلا ابنة واحدة، يريد ليس لي من الولد إلا ابنة واحدة، وذلك أن العربي لا يكاد يخلو أن يكون له عصبة، وفي حديث آخر بيان ذلك .

                                                                                                                                                                              7025 - حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا حجاج قال: حدثنا همام، عن قتادة ، عن يونس بن جبير ، عن محمد بن سعد بن مالك، عن أبيه سعد بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه وهو مريض فقال: إنه ليس لي ولد إلا ابنة واحدة، أفأوصي بمالي كله؟ قال: فقال النبي عليه السلام: "لا". قال: فأوصي بنصفه؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا". قال: فأوصي بثلثه؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الثلث والثلث كثير" . [ ص: 34 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية