الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الخطب عند عقد النكاح

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: أحسن ما قدم بين يدي الخطبة التي علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:

                                                                                                                                                                              7167 - حدثنا محمد بن عبد الوهاب ، عن عبيد الله بن موسى، عن الأوزاعي، عن قرة، عن الزهري ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع .

                                                                                                                                                                              7168 - حدثنا يحيى قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد الواحد قال: حدثنا عاصم بن كليب ، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل خطبة ليس فيها شهادة فهي كاليد الجذماء " . [ ص: 253 ]

                                                                                                                                                                              7169 - حدثنا يحيى بن محمد قال: حدثنا أبو عثمان سعيد بن عمرو الأشعثي قال: حدثنا عبثر، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود قال: علمنا رسول الله خطبة الحاجة: الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم يقرأ هؤلاء الآيات الثلاث: ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) ، و ( اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) ، و ( اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) " . [ ص: 254 ]

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: ما أحببنا ترك هذه الخطبة عند النكاح، فإن اقتصر على بعضها خاطب أو زاد عليها أو تركها وعقد النكاح فالعقد جائز، وقد ترك فضلا وأمرا مستحبا، وقد روي عن ابن عمر أنه عقد نكاحا فلم يزد على أن قال: قد أنكحت على أن تمسك بمعروف أو تسريح بإحسان .

                                                                                                                                                                              7170 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق ، عن الثوري، عن محمد بن عجلان، عن سليمان بن أبي يحيى قال: خطبت إلى ابن عمر مولاة له فما زاد على أن قال: قد أنكحتك على أن تمسك بمعروف أو تسريح بإحسان .

                                                                                                                                                                              7171 - حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان، عن جعفر، عن أبيه قال: كان الحسين بن علي يزوج بعض بنات الحسن وهو يتعرق العرق .

                                                                                                                                                                              7172 - حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا شعبة عن أبي بكر بن حفص [بن] عمر بن سعد قال: حدثني عروة بن الزبير قال: خطبت إلى عبد الله بن عمر بنته، فقال: إن ابن أبي عبد الله لأهل أن ينكح، نحمد الله ونصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أنكحت على أمر الله ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) . [ ص: 255 ]

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: وأحسب أن عروة حدثني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه زوج رجلا وهو يمشي .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: فلا أعلم أحدا من أهل العلم أفسد نكاحا ترك العاقد الخطبة عنده .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية