الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              جماع أبواب أحكام العنين

                                                                                                                                                                              ذكر تأجيل العنين

                                                                                                                                                                              اختلف أهل العلم فيما يضرب للعنين من الأجل .

                                                                                                                                                                              فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في الذي لا يستطيع النساء: يؤجل سنة، وكذلك روي عن عبد الله بن مسعود ، والمغيرة بن شعبة .

                                                                                                                                                                              7319 - حدثنا إسحاق ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب قال: قضى عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الذي لا يستطيع النساء أن يؤجل سنة .

                                                                                                                                                                              7320 - حدثنا موسى قال: حدثنا أبو بكر قال: حدثنا أبو خالد ، عن محمد بن سالم، عن الشعبي ، عن شريح قال: كتب إلي عمر: أجله سنة، فإن استطاعها وإلا فخيرها، فإن شاءت أقامت معه، وإن شاءت فارقته .

                                                                                                                                                                              7321 - حدثنا علي بن الحسن قال: (حدثنا عبد الله، عن سفيان قال: حدثنا الركين بن الربيع ) ، عن أبيه [و] عن حصين بن قبيصة ، عن ابن [ ص: 444 ] مسعود أنه كان يؤجل العنين سنة، فإن دخل بها وإلا فرق بينهما .

                                                                                                                                                                              7322 - حدثنا إسحاق ، عن عبد الرزاق ، عن الثوري، عن الركين، عن أبي النعمان ، عن المغيرة بن شعبة قال: رفع إليه عنين فأجله سنة .

                                                                                                                                                                              7323 - حدثنا موسى بن هارون قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع ، عن سفيان، عن الركين، عن النعمان أبي حنظلة، عن المغيرة بن شعبة ، أنه أجل العنين سنة .

                                                                                                                                                                              وبه قال سعيد بن المسيب ، وعطاء بن أبي رباح ، وعمرو بن دينار ، والنخعي ، وقتادة ، وحماد بن أبي سليمان ، ومالك [ ص: 445 ] بن أنس ، والأوزاعي ، وسفيان الثوري ، والشافعي ، وأحمد، وإسحاق ، وأبو عبيد، وأبو ثور ، والنعمان وصاحباه .

                                                                                                                                                                              وفيه قول ثان: ذكر الشعبي أن الحارث بن أبي ربيعة أجل رجلا عشرة أشهر لم يصل إلى أهله .

                                                                                                                                                                              وفيه قول ثالث: قاله الحكم قال: هي امرأته أبدا لا يؤجل .

                                                                                                                                                                              7324 - وقد روي عن سعيد بن المسيب رواية تخالف الرواية الأولى قال: يؤجل سنة إن كان حديث العهد، أو خمسة أشهر إن كان قديم العهد .

                                                                                                                                                                              وكان أبو عبيد يقول: وإنما نرى العلماء وقتت فيه عاما، لأنه يقال أن الداء لا يستجن في البدن أكثر من سنة حتى يطهر، فلما مكث هذا حولا لا يظهر منه، لم يؤمن أن يكون هذا خلقة منه فيأتي اليأس عند ذلك، فهذا هو الأصل فيما يقال. وكان مالك يقول: أجل [ ص: 446 ] (العبد) ستة أشهر، وكان عطاء بن أبي رباح يقول: يؤجل سنة من يوم تخاصمه، وكذلك قال مالك، وسفيان الثوري ، والشافعي رحمه الله وأحمد، وإسحاق ، وأبو ثور ، وأصحاب الرأي، أنه يؤجل لها سنة من يوم ترافعه .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية