الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر نكاح الأمة اليهودية والنصرانية

                                                                                                                                                                              اختلف أهل العلم في نكاح الأمة اليهودية والنصرانية .

                                                                                                                                                                              فكره ذلك كثير من أهل العلم .

                                                                                                                                                                              قال مجاهد : لا ينبغي للمسلم أن ينكح المملوكة النصرانية .

                                                                                                                                                                              وقال الزهري ، ومكحول : لا تحل الأمة النصرانية لحر من المسلمين . [ ص: 588 ]

                                                                                                                                                                              وقال الحسن: إنما رخص لهذه الأمة في نكاح نساء أهل الكتاب، ولم يرخص لهم في الإماء .

                                                                                                                                                                              وهذا قول مالك بن أنس ، وسفيان الثوري ، والأوزاعي ، وسعيد بن عبد العزيز .

                                                                                                                                                                              وبه قال يحيى الأنصاري ، والليث بن سعد .

                                                                                                                                                                              وكذلك قال الشافعي : واحتج بقوله - جل ذكره - : ( من فتياتكم المؤمنات ) .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : وكذلك نقول، لأن الله - جل ذكره - حرم نكاح المشركات فقال: ( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ) الآية، واستثنى نكاح حرائر أهل الكتاب، وإماء أهل الكتاب داخلات في جملة من حرم نكاحه من نساء المشركات، وفي إباحة الله - جل ذكره - نكاح إماء المؤمنات دليل على تحريم نكاح إماء أهل الكتاب .

                                                                                                                                                                              وفيه قول ثان: روي عن أبي ميسرة أنه قال: إماء أهل الكتاب بمنزلة حرائرهم .

                                                                                                                                                                              وسئل أحمد عن نكاح إمائهم؟ فقال: فيه تأويل من الناس، منهم من يكرهه، ومنهم من لا يرى به بأسا . [ ص: 589 ]

                                                                                                                                                                              وحكي عن أصحاب الرأي: أنهم أجازوا نكاح الأمة اليهودية والنصرانية .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية