تأويل قوله تعالى : ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له )
قال الله - عز وجل - : ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) ، فروي عن مجاهد في ذلك ما :
475 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن منصور ، عن إبراهيم بن أبي حرة ، عن مجاهد في قوله - عز وجل - : " ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) ، قال : " في الصلاة والخطبة " .
فأما ما ذكره من أن ذلك في الإنصات في الصلاة التي يقرأ فيها الإمام فيحتمل ما قال من ذلك .
وأما ما ذكره في الخطبة فإن ذلك غير داخل في الآية على ظاهرها ، لأن الآية إنما هي على الإنصات عند قراءة القرآن والاستماع إليه .
فإن قال قائل : فإن القرآن مما قد يكون في الخطبة .
قيل له : لو كان ذلك كذلك لكان الكلام في الخطبة في غير موضع تلاوة القرآن منها مباحا ، ولكان القصد إلى تلاوة القرآن دليلا على أن ما فيها من غير تلاوة القرآن بخلاف ذلك .
ولما أجمعوا على أن السكوت في الخطبة والاستماع إليها بما فيها من قرآن وذكر سواء وواجب علينا ، عقلنا بذلك أن المراد بالآية التي تلونا غير الخطبة .


