الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  تأويل قوله تعالى : ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له )

                  قال الله - عز وجل - : ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) ، فروي عن مجاهد في ذلك ما :

                  475 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن منصور ، عن إبراهيم بن أبي حرة ، عن مجاهد في قوله - عز وجل - : " ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) ، قال : " في الصلاة والخطبة " .

                  فأما ما ذكره من أن ذلك في الإنصات في الصلاة التي يقرأ فيها الإمام فيحتمل ما قال من ذلك .

                  وأما ما ذكره في الخطبة فإن ذلك غير داخل في الآية على ظاهرها ، لأن الآية إنما هي على الإنصات عند قراءة القرآن والاستماع إليه .

                  فإن قال قائل : فإن القرآن مما قد يكون في الخطبة .

                  قيل له : لو كان ذلك كذلك لكان الكلام في الخطبة في غير موضع تلاوة القرآن منها مباحا ، ولكان القصد إلى تلاوة القرآن دليلا على أن ما فيها من غير تلاوة القرآن بخلاف ذلك .

                  ولما أجمعوا على أن السكوت في الخطبة والاستماع إليها بما فيها من قرآن وذكر سواء وواجب علينا ، عقلنا بذلك أن المراد بالآية التي تلونا غير الخطبة .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية