الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  ثم إن ابن مسعود بادر حتى يشهد بدرا .

                  فلما كان قدوم ابن مسعود إنما كان لمبادرة بدر لم يعرف وهو بمكة ، ولا عرف القتال على الإسلام حينئذ ، ولا أذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه إلا بعد قدومه المدينة بمدة فإن احتج محتج لهذا القائل بحديث إسرائيل الذي :

                  419 - حدثناه حسين بن نصر ، قال : حدثنا الفريابي ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، قال : " أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني [ ص: 222 ] عبد الدار ، فقلنا له : ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : هو مكانه وأصحابه على إثري قال : ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم الأعمى أخو بني فهر ، فقلنا له : ما فعل من وراءك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ؟ قال : هم أولاء على إثري ثم أتى بعده عمار بن ياسر ، وابن مسعود ، وبلال ، ثم أتانا بعدهم عمر بن الخطاب في عشرين راكبا ، ثم أتانا بعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر - رضي الله عنه - معه " .

                  ففي هذا الحديث أن ابن مسعود - رضي الله عنه - قدم المدينة من مكة قبل قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة .

                  قيل له : في هذا الحديث غلط في غير موضع منه ، فمن ذلك أنه قيل فيه إن ابن أم مكتوم أخو بني فهر ، وإنما هو أخو بني عامر بن لؤي ، وفيه أن الذي قدم مع عمار ، وبلال عبد الله بن مسعود ، وإنما هو سعد بن أبي وقاص ، وإنما جاء الغلط في هذا من إسرائيل ، وأما من هو أحفظ وأثبت في روايته منه وهو شعبة ، فرواه على غير ذلك وذلك أن إبراهيم بن أبي داود ، وفهدا :

                  420 - حدثانا ، قالا : حدثنا أبو الوليد ، قال : حدثنا شعبة ، قال : أنبأنا أبو إسحاق ، قال : سمعت البراء ، يقول : " أول من قدم علينا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصعب بن عمير ، وابن أم مكتوم ، فكانا يقرآن القرآن ، ثم جاء عمار بن ياسر وبلال وسعد ، ثم جاء عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في عشرين راكبا ، ثم جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " .

                  فثبت بما ذكرنا أن قدوم ابن مسعود كان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالمدينة .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية