الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  وقد اختلف أهل العلم رحمهم الله فيمن تحرم عليه الصدقة بمكانه من هاشم بن عبد مناف ، هل يصلح له أن يعمل عليها عملا تكون به عمالته منها ؟ .

                  فقال قوم : لا يصلح له ذلك بما سوى عمالته عليها وممن قال ذلك أبو يوسف بغير خلاف ذكره بينه وبين أبي حنيفة .

                  وقال قوم : لا بأس عليه في ذلك بالعمالة منها ، كما لا بأس على الغني الذي لا تحل له الصدقة ، بالعمالة عليه وأخذ عمالته منها .

                  وكان من حجة من ذهب إلى أنه لا يصلح لمن مكانه من هاشم المكان الذي ذكرنا ، العمل عليها والعمالة منها بما :

                  799 - حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا قبيصة بن عقبة ، قال : حدثنا الثوري ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبد الله بن أبي رزين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ، قال : قلت للعباس : سل النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يستعملك على الصدقة ، فسأله ، فقال : " ما كنت لأستعملك على غسالة ذنوب الناس " .

                  وما قد ذكرنا في حديث عبد المطلب بن ربيعة الذي قد ذكرناه فيما تقدم من كتابنا هذا لما سأل هو والفضل بن العباس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يستعملهما على الصدقة ليصيبهما منها ما يصيب الناس ، ويؤدوا منها ما يؤدي الناس ، ومن قوله - صلى الله عليه وسلم - لهما عند ذلك : " إنما هي أوساخ الناس " ومنعه إياهما ذلك من الولاية عليها ، وما ذكرناه هنالك في جواب النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا رافع لما أخبره أن المخزومي الذي استعمله على الصدقة استتبعه كيما يصيب منها ونحن نعلم أنه لم يكن يصيب منها عمل معه إلا من عمالته عليها : " إن الصدقة لا تحل لآل محمد صلى [ ص: 383 ] الله عليه وسلم وإن مولى القوم من أنفسهم " فمنعه بذلك من العمل على الصدقة التي يستحق العمل له منها .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية