الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  وأما ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خرص ثمار خيبر فإن عبيد [ ص: 347 ] بن محمد البزار .

                  716 - حدثنا ، قال : حدثنا أحمد بن صالح ، قال : حدثنا عبد الرازق ، قال : أخبرنا ابن جريج ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها ، أنها قالت وهي تذكر شأن خيبر : " فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعث ابن رواحة إلى اليهود ، فيخرص النخل حين تطيب أول الثمر قبل أن يؤكل منه ، ثم يخير يهود أيأخذه بذلك الخرص أم يدفعونه إليهم بذلك ؟ .

                  وإنما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بالخرص ، لكي تحصى الزكاة قبل أن يؤكل الثمر أو يفرق " ولا نعلم أحدا رفع هذا الحديث عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها غير ابن جريج ، وقد وقفنا على فساده من حديثه كما :

                  717 - حدثنا أحمد بن شعيب ، قال : حدثنا إسحاق بن راهويه ، قال : حدثنا عبد الرازق ، عن ابن جريج ، قال وأخبرت ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة ، ثم ذكر هذا الحديث فأما سائر أصحاب الزهري سواه فأوقفوه على ابن شهاب ولم يتجاوزوه ، فمن ذلك ما :

                  718 - حدثنا يونس ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، قال ابن شهاب : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعث ابن رواحة ، فيخرص ثمر النخل حتى يطيب أول شيء منها قبل أن يؤكل أول شيء منها ، ثم يخير اليهود يأخذونها بذلك الخرص ، أو يدفعونها ، لأنه قال ابن شهاب : وإنما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره بالخرص لكي تحصى الزكاة قبل أن يؤكل الثمر أو يفرق ، فكانوا على ذلك " .

                  وقد روي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعثته ابن رواحة إلى خيبر في خرص ثمرها ما :

                  719 - حدثنا أحمد بن داود ، قال : حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أعطى يهود خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع ونخل ما بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، " .

                  قال : فكان ابن رواحة يأتيهم في كل عام ، فيخرصها عليهم ، ثم يضمنهم الشطر ، [ ص: 348 ] فشكوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرصه ، وأرادوا أن يرشوه .

                  قال : فأعد الله أن تطعمونني السخت ، والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إلي ، وأنتم أبغض إلي من عديدكم من القردة والخنازير ، ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه أن لا أعدل عليكم .

                  قال : فقالوا : يا ابن رواحة ، بهذا قامت السماوات والأرض .


                  ففي حديث ابن عمر - رضي الله عنه - هذا أن ابن رواحة كان يضمن اليهود الشطر الذي كان للمسلمين من الثمار ، وفيه أنه كان يخرص عليهم الزرع كما يخرص عليهم النخل .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية