الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  واحتج الذين ذهبوا إلى نسخ الوضوء لكل صلاة بما روي عن ابن بريدة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك .

                  17 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو عاصم النبيل ، وأبو حذوفة موسى بن مسعود ، قالا : حدثنا سفيان الثوري ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه ، قال : صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة خمس صلوات بوضوء واحد ، ومسح على خفيه ، فقال له عمر - رضي الله عنه - : صنعت شيئا يا رسول الله لم تكن تصنعه ؟ قال : " عمدا فعلته يا عمر " .

                  قالوا : ففي هذا الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترك الوضوء لكل [ ص: 73 ] صلاة بعد أن كان يفعله .

                  فإن قال قائل : إنما كان ذلك منه في السفر ؟ قيل له : وهل في الآية فرق بين سفر وبين حضر ؟ ففي ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السفر ما كان يفعله في الحضر والسفر من التوضؤ لكل صلاة ترك التوضؤ لكل صلاة في السفر والحضر فثبت بما ذكرنا من السنة القائمة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الوضوء لا يجب للقيام للصلوات إلا عن الأحداث الموجبة للطهارات ، وهذا قول مالك ، وأبي حنيفة ، والثوري ، وأبي يوسف ، ومحمد بن الحسن ، والشافعي ، وعامة أهل زمانهم من أهل العلم ، وعامة فقهاء الأمصار بعدهم إلى يومنا هذا [ ص: 74 ] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية