الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  ثم تواترت الآثار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوضع اليمين من اليدين على اليسرى ، وبأخذ اليسرى باليمين ، فمن ذلك حديث علي عند الذي ذكرناه في هذا الباب ، ومنه ما :

                  330 - حدثنا يحيى ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن يونس ، عن أبي راشد ، عن الحارث بن غضيف الكندي ، قال : ما نسيت مع ما نسيت من الأشياء ، أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " واضعا يمينه على شماله في الصلاة " .

                  331 - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، قال : حدثنا عمي ، قال : حدثني معاوية ، عن يونس بن سيف ، عن أبي راشد الحبراني ، عن الحارث بن غضيف الكندي السلوي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثله سواء [ ص: 188 ] .

                  332 - حدثنا سليمان بن شعيب ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن زياد ، قال : قلت لزهير بن معاوية : أحدثكم أبو إسحاق ، عن عبد الجبار بن وائل أراه ، عن أبيه ، قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " يضع اليمنى في الصلاة على اليسرى قريبا من الرسغ " فقال : نعم .

                  333 - حدثنا أبو بكرة ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا زهير ، فذكر بإسناده مثله ، إلا أنه قال : " فيأخذ شماله بيمينه إلى قريب من الرسغ " ولم يشك فيه .

                  334 - حدثنا أبو بكرة ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا المسعودي ، قال : أخبرني عبد الجبار بن وائل الطائي ، قال : حدثني أهل بيتي ، أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، " فكان يضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة " .

                  335 - حدثنا أبو بكرة ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، قال : أنبأني سلمة بن كهيل ، قال : سمعت حجرا أبا العنبس يحدث ، عن علقمة ، عن وائل ، قال : قد سمعته من وائل ، أنه صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " فوضع يمينه على شماله " .

                  336 - حدثنا أبو بكرة ، قال : حدثنا بكر بن بكار العبسي ، قال : حدثنا موسى بن عمير الغنوي ، قال : حدثنا علقمة بن وائل بن حجر الحضرمي ، عن أبيه ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان " يضع يده اليمنى على ذراعه اليسرى إذا قام في الصلاة " .

                  337 - حدثنا أبو أيوب بن خلف الأزدي ، بطبرية ، قال : حدثنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا همام بن يحيى ، قال : حدثنا محمد بن جحادة ، قال : حدثني عبد الجبار بن وائل ، عن علقمة بن وائل ، ومولى لهم أنهما حدثاه ، عن أبيه وائل بن حجر ، أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة " وضع يده اليمنى على اليسرى " .

                  338 - حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج ، [ ص: 189 ] قال : حدثنا عبد الوارث بن سعيد ، قال : حدثنا محمد بن جحادة ، قال : حدثني عبد الجبار بن وائل بن حجر ، قال : كنت غلاما لا أعقل صلاة أبي ، فحدثني وائل بن علقمة ، عن أبي وائل بن حجر ، قال : صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان إذا دخل في الصلاة " رفع يديه وكبر والتحف ، ثم أدخل يديه في ثوبه أخذ شماله بيمينه " .

                  339 - حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، أن مالكا حدثه ، عن أبي حازم بن دينار ، عن سهل بن سعد ، أنه قال : " كاد الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة " .

                  قال أبو حازم : لا أعلم إلا أنه قال ييمن ذلك يعني : يرفع .

                  فهذه الآثار تقول : تؤخذ اليد اليسرى باليمنى قريبا من الرسغ فتكون اليسرى تلي البطن ، واليمنى فوقها أجده بها في الفرائض والنوافل جميعا . فأما مالك فكان يذهب إلى كراهية ذلك في الفرائض ، وإلى إباحته في النوافل عند طول القيام .

                  حدثنا يونس ، قال : حدثنا ابن وهب ، عن مالك بذلك وخالفه فيه ابن وهب فاستحبه في الفرائض والنوافل جميعا .

                  وهذا هو القول عندنا اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبأصحابه رضوان الله عليهم . ولو كان وضع اليدين إحديهما على الأخرى من الخشوع في النوافل كانت الفرائض أولى بالخشوع ، وإن كان وضع اليدين إحديهما على الأخرى مكروها في الفرائض إنه كذلك في النوافل ، وأما إباحة ذلك في النوافل عند طول القيام ، ففي هذا ما يدل على أنه يكرهه قبل طول القيام يعني : مالكا رحمه الله .

                  وفي حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - الذي رواه وفي سائر الآثار التي رويناها عن غيره في هذا الباب ما يدفع ذلك .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية