الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  فأما أبو حنيفة فقد ذكرنا عنه مذهبه في ذلك في هذا الباب ، وأما أبو يوسف ، ومحمد ، فكانا يذهبان إلى أن ما وجد في معادن من الذهب والورق وما أشبههما مما قل أو كثر ، الخمس ، ويسويان في ذلك بين وجوده في المعادن التي يحفرها مالكوها فيجدونه فيها ، وفيما وجد من ذلك في الصحاري والبراري . حدثنا بذلك من قولهما محمد بن الحسن ، عن يعقوب من قوله ، وعن علي ، عن محمد من قوله بما ذكرناه عنهما .

                  وكان من الحجة لأبي حنيفة ولهما فيما وجد من الذهب والورق في المعادن التي في الصحاري ، وفي إيجابهم الخمس ما قد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إيجابه الخمس في الزكاة .

                  663 - حدثنا يونس ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " العجماء جرحها جبار ، والبئر جبار ، وفي الركاز الخمس " .

                  فقال له السائل : يا أبا محمد ، أمعه أبو سلمة ؟ فقال : إن كان معه فهو معه .


                  664 - حدثنا يونس ، قال : حدثنا ابن وهب ، أن مالكا أخبره ، عن ابن شهاب ، عن ابن المسيب ، وعن أبي سلمة ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " في الركاز الخمس " . [ ص: 329 ] فكان ما يؤخذ من المعادن عند هؤلاء القائلين الذين ذكرنا من الركاز الذي قد دخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " وفي الركاز الخمس " .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية