الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  وقد اختلف أهل العلم في الهلال الذي يرى في النهار ، فقال : بعضهم : هو لليلة الجائية وقال : بعضهم : إن كان رئي قبل الزوال فهو لليلة الماضية ، وإن كان رئي بعد الزوال فهو لليلة الجائية . وقد روي عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القولان جميعا .

                  994 - حدثنا عبد الملك بن مروان ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، قال : أتانا كتاب عمر بخانقين : " ألا إن الأهلة بعضها أكبر من بعض ، فإذا رأيتم الهلال نهارا فلا تفطروا حتى يشهد شاهدان أنهما رأياه بالأمس " [ ص: 447 ] .

                  995 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا شعبة ، عن سليمان ، عن أبي وائل ، مثله .

                  ففي هذا الحديث أن الهلال إذا رئي في النهار فهو لليلة الجائية ، وفي حكم ما رئي فيها ، لا في حكم ما رئي في الليلة التي قبل يومئذ ، وهكذا كان أبو حنيفة ، ومحمد يقولان في الهلال إذا رئي نهارا قبل الزوال أو بعد الزوال ، إنه لليلة الجائية وهو قول مالك أيضا كما حدثنا سليمان ، عن أبيه ، عن محمد ، عن أبي يوسف مما يدل على هذا المعنى .

                  وكما حدثنا يونس ، عن ابن وهب ، قال : قال مالك : ومن رأى هلال شوال نهارا فلا يفطر ، وليتم صيام يومه ذلك ، فإنما هو هلال الليلة التي تأتي .

                  قال : أحمد : وهلال شهر رمضان في قياس قوله كذلك وهكذا كان الشافعي يقول في ذلك كما حكى لنا المزني عنه في مختصره قوله .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية