الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  ولما نظرنا في تأويل هذه الآية وجدنا القصر في الصلاة مقصود أنه إلى حال الخوف في السفر ، لأنه قال - عز وجل - : ( وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ) وكان قصر الصلاة في الآية إنما هو في حال الخوف ، ثم وجدنا السنة قد ردت حكم حال الأمن في ذلك إلى حكم حال الخوف . وذلك أن أبا بكرة :

                  368 - حدثنا ، قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا ابن جريج ، قال : سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار يحدث ، عن عبد الله بن باباه ، عن يعلى بن أمية ، قال : قلت لعمر [ ص: 198 ] بن الخطاب : إنما قال الله - عز وجل - : ( فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم ) فقد أمن الناس ، فقال : إني عجبت مما عجبت منه ، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " صدقة تصدق الله - عز وجل - بها عليكم فاقبلوا صدقته " .

                  369 - وإن يزيد بن سنان حدثنا ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا ابن جريج ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمار ، عن عبد الله بن باباه ، عن يعلى بن أمية ، قال : سألت عمر بن الخطاب ، عن قول الله - عز وجل - : ( أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ) ، فقال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عما سألتني ، فقال : " هي صدقة تصدق الله - عز وجل - بها عليكم فاقبلوها " .

                  370 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمار ، عن عبد الله بن باباه ، عن يعلى ، قال : قلت لعمر بن الخطاب قول الله - عز وجل - : ( أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ) فقال : عجبت مما عجبت منه ، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " صدقة تصدق الله - عز وجل - بها عليكم فاقبلوها " .

                  فبينت السنة لنا في هذا الحديث أن الله - عز وجل - قد جعل للمسافر الآمن في قصر الصلاة كالمسافر الخائف ، وكذلك فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجته قصر الصلاة بالناس على ما قد روينا عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقام في حجته بمكة عشرا يقصر الصلاة ، وقد كان فيها آمنا لا يخاف إلا الله .

                  371 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، وحدثنا حسين بن نصر ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن زياد ، قالا : حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة بن وهب ، قال : " صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى ركعتين ونحن أكثر ما كنا آمنه " . [ ص: 199 ] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية