الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  قالوا : ففي هذه الآثار ذكر الثواب على غسل الرجلين ، ولو كان فرضهما غير [ ص: 86 ] الغسل ، إذا لما كان في غسلهما ثواب .

                  ألا ترى من غسل رأسه في وضوئه لم يكن مثابا على ذلك ، إذ كان فرضه فيه غير الغسل ، فلو كانت القدمان في المسح مثل الرأس ، إذا لما كان غاسلهما مثابا على ذلك ، ولكان كغاسل الرأس في الوضوء للصلاة .

                  وعارضوا أهل المقالة الأولى فيما احتجوا به من النظر الذي احتجوا به عليهم ، فقالوا : قد رأينا الجنب الواجد للماء ، عليه أن يغسل بدنه كله ، فإذا فقد الماء تيمم وجهه ويديه ، وكان ذلك قد قام مقام الغسل ، ولم يكن سقوط التيمم عن سائر البدن سوى الرجلين ، دليلا على أن حكم الجنب في حال وجود الماء أن يمسح ما سقط عنه التيمم في حال عدم الماء ، فكانت هذه معارضة صحيحة ، والقول عندنا في هذا الباب هو القول الأخير ، وهو قول مالك ، وأبي حنيفة ، وسفيان ، وزفر ، وأبي يوسف ، ومحمد ، والشافعي ، وأكثر أهل العلم سواهم والله الموفق [ ص: 87 ] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية