الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  وقد رأينا المصلي يحتاج إلى أن يكون مستقبلا للقبلة استقبالا يكون به مستقبلا للموضع الذي هو مصل إليه ، كما يكون الموضع الذي هو مصل إليه مستقبلا له .

                  ورأيناه إذا لم يكن بين يديه حاجزا من أن ينصب عصا فتكون العصا قائمة مستقبلة له كما هو مستقبل لها ، فإذا عدم العصا أمر أن يخط خطا ، وأن يكون الخط طولا على حال ما لو قام مستقبلا لوجه المصلي ، كما لو استقبله العصا ، إذ كان الخط إنما يجعل طولا ، ولا يجعل عرضا ليكون مستقبلا للمصلي لو أقيم قائما لكان أيضا العاجز عن القيام يصلي مستقبلا على الحال التي لو قام عليها قام مستقبلا قبلته على ما ذكرنا من حاجته إلى أن يكون مستقبلا للقبلة ، وأن تكون القبلة مستقبلة له .

                  فأما ما ذكرنا مما روي في العصا والخط .

                  456 - فإن يونس حدثنا ، قال : حدثنا سفيان ، عن إسماعيل بن أمية ، عن أبي عمرو بن [ ص: 236 ] محمد بن حريث العذري ، عن جده ، سمع أبا هريرة ، يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا ، فإن لم يكن معه شيء فلينصب عصا ، فإن لم يكن معه عصا أو في يده عصا فليخط خطا ، ثم لا يضره ما مر بين يديه " .

                  457 - حدثنا أبو بشر عبد الملك ، قال : حدثنا حجاج بن محمد ، عن ابن جريج ، قال أخبرني إسماعيل بن أمية ، عن أبي محمد بن عمرو بن حريث ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إذا صلى أحدكم فليصل إلى شيء ، فإن لم يجد فلينصب عصا ، فإن لم يكن معه عصا فليخط خطا ثم لا يضره من مر أمامه " .

                  458 - حدثنا فهد ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا عبد الجبار بن العباس الهمداني ، عن عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه ، قال : صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عنزة قد ركزت بينه وبين الطريق .

                  459 - حدثنا محمد بن الحكم ، قال : حدثني حرملة بن عبد العزيز ، قال : حدثني عمي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليستتر أحدكم في صلاته ولو بسهم " .

                  وأما أبو حنيفة ، وأبو يوسف ، ومحمد فلا يقولون بالخط ، وكذلك مالك ، والليث كانا لا يقولان به ، كما حدثنا يونس ، عن ابن وهب ، عنهما . وذلك عندنا والله أعلم ، لأن الحديث لم يتصل بهم في ذلك ، ولم يبلغهم ، ولو اتصل بهم أو بلغهم لما تركوه .

                  وأما الصلاة مستلقيا فإن محمد بن العباس حدثنا عن علي ، عن محمد ، قال : حدثنا يعقوب ، عن أبي حنيفة ، في الرجل المريض يصلي على ظهره مستقبل القبلة بوجهه يعني : إذا كان لا يطيق الصلاة قائما ولا قاعدا ، ولم يحك خلافا عنهم .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية