الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  وقد روي عن عائشة إنكارها على من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الشهر تسع وعشرون " ، مما روي عنه من ذلك وإخبارها أن قوله في ذلك إنما كان غير هذا اللفظ .

                  992 - حدثنا الربيع المرادي ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : حدثني ابن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : وقولهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ ص: 446 ] قال : " إن الشهر تسع وعشرون " ، ولا والله ما كذلك قال ، أنا والله أعلم بما قال في ذلك ، إنما قال حين هجرنا : " لأهجركن شهرا " فجاء حين ذهبت تسع وعشرون ليلة ، فقلت : يا نبي الله ، إنك أقسمت شهرا ، وإنما غبت عنا تسعا وعشرين ليلة ؟ فقال : " إن شهرنا هذا كان تسعا وعشرين ليلة " .

                  وقد روي عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عدد الشهر ما :

                  993 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا هارون بن إسماعيل الخزاز ، قال : أخبرنا علي بن المبارك ، قال : حدثني ابن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة حدثه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن الشهر يكون تسعا وعشرين ، ويكون ثلاثين ، فإذا رأيتموه فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا ، فإن غم عليكم فكملوا العدة " فدل قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن الشهر قد يكون مرة تسعا وعشرين ، وقد يكون مرة ثلاثين ، ولم يخص بذلك شهورا بأعيانها من سائر الشهور .

                  فدل ذلك على أن كل شهر من الشهور قد يكون تسعا وعشرين ، ويكون ثلاثين ، وثبت بذلك أن مراده صلى الله عليه وسلم بقوله : " شهرا عيد لا ينقصان : رمضان وذو الحجة " ، إنه ليس على نقصان العدد ، ولكنه على نقصان الأحكام .

                  ولم يبين لنا عز وجل على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - الوقت الذي نعتد فيه بالهلال للصوم أو للفطر ، ولا أنه هو الهلال الذي يرى في النهار ، أو هو الهلال الذي يرى في الليل ؟ .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية