وأما ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خرص ثمار خيبر  فإن عبيد  [ ص: 347 ] بن محمد البزار .  
 716  - حدثنا ، قال : حدثنا  أحمد بن صالح ،  قال : حدثنا عبد الرازق ،  قال : أخبرنا  ابن جريج ،  عن  ابن شهاب ،  عن  عروة ،  عن  عائشة  رضي الله عنها ، أنها قالت وهي تذكر شأن خيبر :   " فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعث  ابن رواحة  إلى اليهود ، فيخرص النخل حين تطيب أول الثمر قبل أن يؤكل منه ، ثم يخير يهود أيأخذه بذلك الخرص أم يدفعونه إليهم بذلك ؟ .  
وإنما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بالخرص ، لكي تحصى الزكاة قبل أن يؤكل الثمر أو يفرق " ولا نعلم أحدا رفع هذا الحديث عن  عروة ،  عن  عائشة  رضي الله عنها غير  ابن جريج ،  وقد وقفنا على فساده من حديثه كما : 
 717  - حدثنا  أحمد بن شعيب ،  قال : حدثنا  إسحاق بن راهويه ،  قال : حدثنا عبد الرازق ،  عن  ابن جريج ،  قال وأخبرت ، عن  ابن شهاب ،  عن  عروة ،  عن  عائشة ،  ثم ذكر هذا الحديث فأما سائر أصحاب  الزهري  سواه فأوقفوه على  ابن شهاب  ولم يتجاوزوه ، فمن ذلك ما : 
 718  - حدثنا يونس ،  قال : حدثنا  ابن وهب ،  قال : حدثني يونس ،  عن  ابن شهاب ،  قال  ابن شهاب :   " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعث  ابن رواحة ،  فيخرص ثمر النخل حتى يطيب أول شيء منها قبل أن يؤكل أول شيء منها ،  ثم يخير اليهود يأخذونها بذلك الخرص ، أو يدفعونها ، لأنه قال  ابن شهاب :  وإنما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره بالخرص لكي تحصى الزكاة قبل أن يؤكل الثمر أو يفرق ، فكانوا على ذلك " . 
وقد روي عن  ابن عمر   - رضي الله عنهما - ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعثته  ابن رواحة  إلى خيبر  في خرص ثمرها ما : 
 719  - حدثنا أحمد بن داود ،  قال : حدثنا  عبيد الله بن محمد التيمي ،  قال : حدثنا  حماد بن سلمة ،  عن  عبيد الله بن عمر ،  عن  نافع ،  عن  ابن عمر ،  عن  عمر ،  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أعطى يهود خيبر  على أن لهم الشطر من كل زرع ونخل ما بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، " .  
قال : فكان  ابن رواحة  يأتيهم في كل عام ، فيخرصها عليهم ، ثم يضمنهم الشطر ،  [ ص: 348 ] فشكوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرصه ، وأرادوا أن يرشوه . 
قال : فأعد الله أن تطعمونني السخت ، والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إلي ، وأنتم أبغض إلي من عديدكم من القردة والخنازير ، ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه أن لا أعدل عليكم . 
قال : فقالوا : يا ابن رواحة ، بهذا قامت السماوات والأرض . 
ففي حديث  ابن عمر   - رضي الله عنه - هذا أن  ابن رواحة  كان يضمن اليهود الشطر الذي كان للمسلمين من الثمار ، وفيه أنه كان يخرص عليهم الزرع كما يخرص عليهم النخل . 
				
						
						
