الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  تأويل قوله تعالى : ( وعلى الذين يطيقونه فدية )

                  قال الله - عز وجل - : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) وكان هذا من المتشابه المختلف في المراد به ، وفي ثبوت حكمه وفي نسخه .

                  فقال بعضهم : هي منسوخة بقوله - عز وجل - : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) . ورووا ذلك عن أبي سلمة بن الأكوع صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما :

                  903 - حدثنا علي بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثنا بكر بن مضر ، عن عمرو بن الحارث ، عن بكير بن الأشج ، عن يزيد ، مولى سلمة بن الأكوع ، عن سلمة ، أنه قال : لما نزلت هذه الآية : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) كان من أراد أن يفطر ويفتدي فعل حتى نزلت التي بعدها فنسختها .

                  وقد روي هذا القول ، عن عامر الشعبي .

                  904 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، حدثنا عبد الله بن شبرمة ، عن الشعبي ، قال : نزلت هذه الآية : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) فكان الأغنياء يفطرون ويفتدون ولا يصومون ، وصار الصوم على الفقراء فنسختها هذه الآية : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) ، فوجب على الفقير والغني والناس أجمعين ، فنسخت هذه تلك .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية