الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  وكان من ذهب مذهب ابن مسعود ، وابن عمر ، إذ جعلا الملامسة ما دون الجماع إباحة التيمم فيها ، إذا كان الماء معدوما ، وجعلاه بدلا من الوضوء بالماء إذا كان الماء موجودا ، ولم يجعلاه في حال عدم الماء بدلا من الغسل لو كان الماء موجودا ، ولم يبيحا للجنب التيمم فيما روي عنهما في ذلك ما :

                  90 - حدثنا فهد ، قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدثنا أبي ، عن الأعمش ، قال : سمعت شقيق بن سلمة ، قال : كنت عند عبد الله ، وأبي موسى ، فقال أبو موسى : " يا أبا عبد الرحمن ، أرأيت إذا أجنب الرجل فلم يجد ماء كيف يصنع ؟ فقال عبد الله : لا يصلي حتى يجد الماء ، قال أبو موسى : وكيف تصنع بقول عمار بن ياسر ، حين قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان يكفيك يعني : التيمم ، فقال عبد الله : ألم تر إلى عمر لم يقنع بذلك منه ، فقال أبو موسى : فدعنا من قول عمار ، وكيف نصنع بهذه الآية في النساء ؟ فما درى عبد الله ما يقول ، فقال : إنا لو رخصنا لهم في هذا لأوشك ما إذا برد على أحدهم أن يدعه ويتيمم ، فقلت لشقيق : فإنما كرهه عبد الله لهذا ؟ فقال : نعم " .

                  91 - حدثنا يحيى بن عثمان ، قال : حدثنا نعيم بن حماد ، قال : حدثنا يحيى بن حمزة ، عن الوضين بن عطاء ، عن يزيد بن مرثد ، عن ابن عمر ، وابن عباس ، في " الرجل يصيب أهله وهو لا يجد الماء ، فقال ابن عمر : لا يفعل ، وقال ابن عباس : لا بأس وهما في سفر ، ثم إن ابن عباس أصاب من جارية له فحضرت الصلاة فتيمم فصلينا جميعا " .

                  فهذا ابن مسعود وابن عمر لما كان من رأيهما أن الملامسة هي ما دون الجماع ، وكان التيمم المذكور في الآية للملامسة ، منعنا الجنب من التيمم .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية